الاثنين، 9 سبتمبر 2013

زخرفة - ترميم لوحات


الكتب المترجمة•
وتطورت صناعة المخطوط العربي الإسلامي من حيث إخراجها وخطوطها ودقة زخارفها المذهبة وجاذبية صورها، واستخدمت الألوان البديعة في تحليتها، وصنع العرب الألوان من مواد مختلفة منها ما هو مصنوع من مصادر نباتية ومنها ما هو مصنوع من الأحجار الكريمة• ويعد المصحف الشريف من أوائل المخطوطات التي وجهت إليها العناية الفائقة من أجل تجميله وزخرفته وتطوير أساليب رسمه وحفظه• ولم تقتصر المخطوطات الدينية على المصاحف وحدها بل شملت كتب الحديث والسيرة والفقه وغيرها• إلا أن مخطوطات المصاحف تظل أكثر تلك المخطوطات روعة وجمالاً(6)•
كما أبدع العرب في تجليد المخطوطات، ودخل الجلد في صناعة التجليد مع استخدام الزخارف الهندسية والنباتية• وبحلول القرن الرابع الهجري استحدث المجلدون نظام اللسان في الجلدة، كما اهتموا بتبطين الكتب من الداخل بالبردي والرق والورق والقماش والحرير، وتقدم المجلدون في بعض الأقطار الإسلامية في فن صناعة وتجليد الكتاب، وعرفوا طريقة الدق أو الضغط، كما استخدموا التخريم والدهان والتلبيس بالقماش وكانوا أحياناً يقطعون الجلد بالرسم الذي يريدونه، ثم يلصقونه على الأرضية الملونة، وهي عملية تحتاج إلى غاية الدقة والمهارة, وعد عمل المجلد من فنون الكتاب الإسلامي ومتمماً لعمل الخطاط والرسام فوقعت على عاتق المجلد مسؤولية حفظ أوراق الكتاب من التلف، والعناية بمظهره الخارجي بحيث يتلاءم مع القيمة العلمية للكتاب ومحتوياته•(7)
أما فيما يتعلق بالترميم، ورغم عدم وصول معلومات كافية عن هذا الجانب فإن المقريزي يذكر أن ميزانية مكتبة دار الحكمة في القاهرة التي أنشأها الحاكم بأمر الله عام 395هـ كان فيها بند لترميم الكتب التي تتعرض للتلف جراء كثرة الاستعمال• وأغلب الظن أن عملية الترميم لم تكن تخصصاً قائماً بذاته، لكنها كانت عملية فنية يمارسها المجلدون باستعمال الصمغ والنشاء في لصق ما قد يتمزق من أوراق المخطوط وتقويته(8) •
ويمكن إرجاع هذا التطور في صناعة المخطوط العربي الإسلامي إلى ازدهار حركة التأليف في أواخر القرنين الثاني والثالث الهجريين وتنامي النتاج الفكري للعلماء العرب والمسلمين في القرن الرابع الهجري• وكان لظهور مصانع الورق في بغداد في عصر الرشيد، وتشجيع الحكام والأمراء الأثر الأكبر في ذلك، وظهور طبقة من الوراقين كانت تمارس دورها ومهامها في هذه الصناعة المتمثلة بالنسخ والتصحيح والتجليد والتزويق وبيع الكتب، فكانت مهامها أشبه بما تقوم به دور النشر في وقتنا الحاضر•
3 ـ حفظ وصيانة وترميم المخطوطات العربية
يمكـن استعـراض المجـالات الخـاصة بحفظ وصيانة وتـرميم المخطـوطات العـربية من خلال الآتـي(9):
3 ـ 1 ـ المخاطر التي تواجه حياة المخطوطات العربية
وهذه المخاطر يمكن تصنيفها كما هو مبين أدناه: 3 ـ 1 ـ 1 ـ المخاطر الطبيعية
تتضمن

آ• الرطوبة: تعد المخطوطات والكتب من الخامات ذات الأصل العضوي )نباتي أو حيواني) مثل الورق والجلد والبردي والقماش، وأحياناً الأخشاب، وتعد هذه المواد ذات خاصية هيجروسكوبيةHygroscopic nature أي أن محتواها المائي الداخلي يتغير بتغير الرطوبة المحيطة• وعند ارتفاع الرطوبة النسبية في البيئة المحيطة فإن المادة العضوية تمتص الماء، ومن ثم يرتفع المحتوى المائي للمواد، ويتبع ذلك ظهور الأعراض الآتية:
ـ انهيار الخواص الميكانيكية للمواد•
ـ قابليتها الشديدة للإصابة بفطريات التحلل•
ـ يسهل ذوبان الغازات الحمضية إن وجدت في الهواء وبالتالي عمليات التحلل المائي الحمضي وعمليات الأكسدة والصدأ للمعادن•
ـ يسهل التصاق الأتربة والمعلقات الأخرى في الهواء مما يسبب تلوث واتساخ المواد الأثرية•
أما بالنسبة للأخطار التي تنجم عن ارتفاع نسبة الرطوبة في المخطوطات فتؤدي إلى التشوهات في شكل المخطوط وتكوّن الحموضة والبقع الصفر على الأوراق ونمو الحشرات والفطريات والبكتريا وسواها•
ب• الضوء: هناك أضرار متفاوتة لكل أنواع الضوء• والموجات الخطيرة هي بالتدريج كما يلي:
ـ الأشعة فوق البنفسجية: وهي الأشعة الصادرة من الشمس والفلورسنت المباشرة وغيرها•
ـ الموجات القصيرة: من الضوء المرئي الأبيض حتى الضوء الأزرق لها تأثير أقل ضرراً•
ـ الموجات الطويلة والأشعة تحت الحمراء: لها تأثيرات حرارية وهذا هو مجال ضررها•
ـ اضمحلال واصفرار الأوراق، وزوال بعض الألوان والنقوش والأحبار الحساسة للضوء•
ـ تحلل وتكسر التراكيب الجزيئية للمواد العضوية فتقصف بذلك ألياف النسيج والأوراق والجلود وغيرها•
ـ تؤدي التأثيرات الحرارية للضوء إلى تنشيط تفاعلات الهدم الكيميائية، وما ينتج عنها من تأثيرات الجفاف ومظاهره المختلفة•
ومما لا شك فيه أن تأثير الضوء يتوقف على عوامل أخرى لعل من أهمها: قوة الإضاءة، مدى التعرض لها، درجة الحرارة، سمك الورق وكثافته، تركيب الهواء المحيط بالورق من حيث تركيز غاز الأوكسجين وتجدد الهواء والرطوبة النسبية، وغازات التلوث الجوي والموادالمضافة للورق مثل المركبات المعدنية والمواد الحمضية والقلوية•
ج• (الحرارة ) الموجات الحرارية : الجو الخارجي يكون من مصادر الحرارة في حالة المكتبات والمتاحف المفتوحة، وخاصة في المناطق القارية المناخ والاستوائية، وكذلك مصادر الضوء المباشر مثل أشعة الشمس والمصابيح القريبة، أو التدفئة المركزية الزائدة، وقد يؤدي ارتفاع الحرارة إلى الآتي:
1 • جفاف العجينة اللاصقة لأغلفة المخطوطات مما يؤدي إلى تفككها•
2 • جفاف الأوراق والجلود والبردي وغير ذلك من مواد الكتابة، مما يؤدي إلى تشققها لانعدام مرونتها ومن ثم تكسرها وتفتتها•
3 • الحرارة العالية تسرع التفاعلات المتلفة داخل المواد الأثرية وعلى سطوحها، وتؤدي إلى انتشار الحموضة وتكوينها نتيجة للتلوث الجوي بالغازات الحمضية على سطوح المواد الأثرية•
4 • تسخين المواد عند درجة حرارة 100 ْ مئوية لمدد مختلفة يعطي أعراض التقادم الزمني على المواد وهوما يسمى بالتقادم الصناعي•
5 •التردد بين الحرارة والبرودة خلال فترة زمنية قصيرة يؤدي إلى تلف المواد وتشققها نتيجة لسرعة التمدد والانكماش المتكرر في هذه المواد•
إن ازدياد الحرارة أو حتى نقصانها بنسب كبيرة يؤثر تأثيراً سلبياً على خواص الورق والجلود مما يسبب أضراراً يصعب معالجتها، كما أن المواد اللاصقة المستخدمة في تجليد الكتب تفقد قوتها وتماسكها بسبب ارتفاع درجة الحرارة

0 التعليقات:

إرسال تعليق